صـــورة وحــديــث
محرك البحث أسفله خاص بموقع بني يزناسن فقط
صورة وحديث : مجمع مولاي الحسن
قصة البيت " الشِّبْه ضريح " بأغبال الذي لم يعد له أثر بعد تثنية الطريق الرابط بين أحفير وبركان . تسلم السلطان مولاي الحسن الأول زمام الحكم سنة 1873، وأول زيارة له للمنطقة الشرقية كانت سنة 1876 لوجدة ثم أغبال معقل بني خالد. كان الهدف منها تهدئة الوضع الذي كانت تعيشه المنطقة من غليان ومناوشات من قبل القوات الفرنسية المرابطة على ضفاف وادي كيس و بالثكنة العسكرية بأحفير المسماة ب لارودوت دو مارتمبري La redoute de Martimprey من جهة، و قبائل بني يزناسن من جهة ثانية . ثبَّت السلطان مظلته أو خيمته بمزرعة المُعَمِّر بيلوتيي Pelletier على ضفاف الطريق ( الوطنية رقم 2 الحالية ) الرابطة بين أحفير وبركان بأغبال لبضع ساعات حيث استقبل شيوخ القبائل والمقدمين وأعيان البلاد لحثهم على واجب الطاعة والولاء وعلى وقف كل أشكال المناوشات بينهم وبين القوات الفرنسية... لم يفوت المعمر بيلوتيي الفرصة ليغدق على حاشية السلطان من فواكه المنطقة من عنب الموسكا والبرتقال وفاكهة الأفوكاتو ليتقرب أكثر منه بل وبعد بضعة أيام فقط، بنى بيتا يشبه إلى حد كبير شكل الأضرحة ليضفي عليه رمزية القداسة تشريفا لنزول السلطان " مزرعته " فسمي "مجمع مولاي الحسن" وتقربا كذلك من ساكنة المنطقة لكسب صداقتهم وودهم وعطفهم. بعد تثنية الطريق الرابط بين أحفير وبركان، تم هدم البيت ( مكان نزول السلطان ) وتعويضه بنصب تذكاري المتواجد حاليا بنفس المكان على يمين الطريق في اتجاه بركان.
صورة وحديث : قراءة في صورة قديمة لمدينة أحفير المستعمرة
أحفير في بداية تاريخها، وفي بداية ما كان يسميه المستعمر بالبناء كانت مهيأة لأن تكون مدينة اقتصادية تشجع المعمرين في كل المجالات للاستقرار «الدائم»، والصورة على يمين الشاشة تبين كيف خرجت بنايتان من الأرض الفلاحية الخصبة (ولجة الصياد) إلى حيز الوجود. على اليسار البناية الجديدة للجمارك، وعلى اليمين الكنيسة. مؤسستان تثبتان على نية المستعمر في البقاء والتهييء لإضافة الجهة إلى الجزائر الفرنسية آنذاك. - المؤسسة الاقتصادية: حيث كانت أحفير (مارتانبري دو كيس وقتها) تمثل صنفا من أصناف مكاتب الإيراد والتصدير الذي لعب دورا مهما في الوصل بين فرنسا (والجزائر الفرنسية) عبر ميناء الغزوات ~ Nemours والجهة الشرقية وخصوصا تريفة ومخازن الحبوب ~ Docks Silos التي بنيت بأحفير تماشيا مع نفس السياسة قصد تخزين حبوب الجهة كمرحلة انتقالية تجاه فرنسا عبر الجزائر، وكذا التركيز على تهييء مدينة بركان التي كانت تسمى بمدينة المعمرين الفلاحيين ~ ville des colons للمنتوجات الفلاحية لأن سهل تريفة كان يعتبر القلب النابض ونهر ملوية الشريان الذي لا ينضب في مجال التصدير الفلاحي. - المؤسسة الدينية : ففرنسا ذات الإرث المسيحي اليهودي أول ما قامت به هو تشييد كنيسة كما يظهر في الصورة وبعدها المعبد اليهودي الذي يوجد إلى يومنا هذا في زنقة تلمسان بمحاذاة مسجد السي بوعزة (رحمه الله). فأغلب سكان أحفير الأوائل كانوا أوروبيين (فرنسيون إسبان وطاليان) وغالبيتهم كانوا من ديانة يهودية. ولكن رغم ترتيب كل حسابات الاستقرار الدائم فقد تم جلاء المستعمر على إثر مفاوضات صائفة 1955 التي تكللت بالاستقلال الرسمي في ربيع 1956.
صورة وحديث : هذا ما كتبته في شأن هذه الصورة وحال مدينتي سابقا...
كل الأحفيريين، في زمن ولى، كانوا يسمونها بـ"الكانتينا"...... إسمها الحقيقي "لقلاق تريفة" - نزل/مطعم/حانة.....يقال أنها كانت في ملكية المعمر بوتان... ذاكرتي لا تستطيع أن تعود بي إلى ما قبل فترة تسيير "الكانتينة" من طرف الحاج محمد لكحل بمساعدة أخيه أحمد وأبنائهما: المكي (إبن الحاج محمد) والمرحوم عبدالقادر، محمد (بوزي)، عبدالمالك واليزيد، عبدالقادر، عبدالحفيظ، علي... (أبناء أحمد)..... هذه العائلة الجزائرية هي نفسها التي كانت تملك وتسير محطة البنزين التي كانت توجد بملتقى شارع بركان وزنقة المقاومة والتي يوجد الآن مكانها بنك....بعد عودة العائلة إلى الجزائر، سيرها المرحوم حساني ( ولد النوّار )... نفس الشيء بالنسبة للكانتينة فقد تم بناء البنك الشعبي على كل مساحتها، وللإشارة فالبنك الشعبي، أول بنك فتح في أحفير، كان في محل صغير بمحاذاة الكانتينة (ما بين الكانتينة وملك المرزوقي الذي يمتد إلى المطحنة في شارع بركان)...
صورة وحديث : " البوشتة "
ملحوظة : المقال له علاقة مع الصورتين الأولى والثانية المجتمعتان في صورة واحدة فقط ( الصورتان على اليسار )، أما الثالثة والرابعة (الصورتان أسفله على اليمين ) فهما تمثلان أول مركز للبريد بُني في أحفير (مارتانبري دو كيس) داخل الثكنة العسكرية المعروفة باسم «لارودوت~ La Redoute» حيث كان يتكلف بتوزيع وإرسال بريد العسكر المقيمين بالثكنة ثم بعد ذلك بساكنة المدينة الأجانب. إذن المكان ليس نفسه، حديثنا، اليوم، عن مركز البريد الذي كان في شارع محمد الخامس أسفل سينما «ديريفو» ثم «لوكس» (حاليا مقهى وهران ومباني أخرى)، مقابل الحديقة العمومية محمد الخامس (ساحة القديس هيلير Saint Hilaire) ................................................................. "البوشطة"، كلمة من الكلمات التي اندثرت مع اندثار مرفق من المرافق التي كانت ضرورية في مجال المواصلات السلكية واللاسلكية في مدينة أحفير؛ ولْجة الحجل. "البوشطة" هي كلمة عامية كنا نستعملها في العقود السابقة، وما زال بعض الأفراد من الجيل القديم يستعملها للطرافة ولاسترجاع فترة زمنية وأشخاص وحالات ومعاملات؛ منها ما زال زوالا كاملا... وإبانها أشخاص قضوا نحبهم، رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته، ومنهم من ينتظر. فالبوشطة مشتقة من الكلمة الفرنسية la poste أو الإيطالية posta. أما مكان هذا المرفق بمدينة أحفير فكان أمام مقهى "الاتحاد الرياضي الأحفير" وحديقة محمد الخامس في أسفل شارع محمد الخامس. كانت بجانبه عدد من المرافق العمومية كمركز الشرطة ومركز الجمارك ودار البيطري أو "طبيب الخضر" هذه أيضا عبارة كانت مستعملة في غير محلها، وهي لا محالة تخص مراقب المنتوجات الفلاحية التي كانت تصدر لأوروبا عبر ميناء الغزوات الجزائري... وكان بجوارها سينما، لم تعمر طويلا وبنيت محلها منازل ومقهى وهران... أتذكر جيدا مرحلة كانت البوشطة "البي تي تي" PTT مسيرة من طرف السيد فتاحي receveur، رجل كانت عليه هيبة، أبيض قوي البنية وكان يحمل دوما سيجارة بين شفتيه، وغالبا ما يتحدث والسيجارة معلقة شمال فمه بين الشفتين! أتذكر جيدا كذلك الطاقم الذي كان يشتغل بمركز البريد، وكانوا جلهم أفرادا من الرعيل الأول الذين يتقنون اللغة الفرنسية وهذا كان يخيفنا ويخجلنا ويزيدنا احتراما لأولائك الأشخاص. المرحوم محمد منصوري، السيد البكاي الجلولي (بوراص)، السيد محمد الخليفي، السيد الميلود ندلوسي، السيد المكي عزيزي، والمرحوم الميلود زايير (الفاكتور)، جارنا لخضر بكوش، والسيد باهي... وقد التحق بهم الشاب (آنذاك – اليوم أعتقده متقاعدا) العربي زروال وكذلك ابن عمتي المرحوم محمد فاتح، "سريع الخطى"، و الذي كان ينوب أو يساعد المرحوم السي الميلود كساعي بريد... قاعة الاستقبال كانت ضيقة، الكل يسمع الكل، ولا يفصل الموظفين (آنذاك البي تي تي كانت عمومية) عن الزبائن إلا تلك الطاولة المرتفعة comptoir حيث يجلس وراءها الموظفون والتي هندست بنية مقصودة بحيث يستحيل للزبون أن يطلع على عمل الموظف. ، فجأة ينادي أحد الموظفين صاحب الطلب... - "appel en pcv للرباط ، cabine n°1" يهرع الزبون بسرعة، والكل يشترك معه في الحديث بالسماع... - "شكون فيه التور؟"، يتقدم رجل مسن ويلتمس من الموظف أن يقوم بملء برقية مستعجلة لابنه المقيم بالدارالبيضاء، يطلب منه أن يبعث له "50 ألفا" بسرعة... يستجيب الموظف وإن كانت ليست مهمته، فالتيليغرام كلمات والكلمات دراهم... يقدم له اقتراحا باقل ما يمكن : « bonjour, stop, besoin de 500 DH, stop, urgent, stop » "ميتين وستين دورو عمي الحاج..." يقول الموظف "ولكن ما فهـّمتوش باللي راني محتاجها باش نداوي..." يقول الشيخ "زيد الما زيد الدقيق عمي الحاج، تولي لك في أكثر من 500 دورو..." يجيب الموظف "لا لا بزاف عليا." يستدرك الزبون. - يدخل رجل ويحيي الجميع والموظفون يردون عليه بانشراح وكأنه واحد منهم... يتوجه مباشرة إلى أقصى يسار "الكونطوار"، فيفتح دُرجا صغيرا بمفتاح صغير أيضا، يلقي نظرة سريعة، فيغلق الدرج قائلا: « pas de nouvelle bonne nouvelle » ... هذا الشخص من القلائل الذين لهم علبة بريدية بالمركز، كونهم ليس لهم عنوانا مستقرا بالمدينة. - "فين غادي آ المكي ؟" يسأل منصوري عزيزي... "نمشي نوصل واحد تيليغرام لمولاه"... يستقل السيد عزيزي دراجته النارية وبجلسته الفريدة، ينطلق على التو لإيصال الوثيقة المستعجلة.. وفي كل هاته المدة، ضربات الختم على أظرفة الرسائل متتالية، ورقن الآلة الكاتبة مسترسل في جو "مليح" وحديث متبادل بين الموظفين.. تلك هي سامفونية البوشطة... وتلك هي أوركسترا البي تي تي الأحفيري.. تلك أيام أفلت بدون رجعة، وتلك بناية أصبحت في خبر كان... تلك أحفير بدون بوشطة.. وتلك مدينتي عندما كانت لها هوية وطباع وعادات، بسيطة ملؤها الأخوة والتضامن وحسن المعاملة... عبدالحليم، تحياتي ومودتي 2017.05.17
صورة وحديث : أودية أحفير عن كتاب " Ahfir : les racines et les ailes "
واد كيس : يقع واد كيس بالكامل بتراب منطقة تريفة حيث يحتل الجهة الشرقية منه انطلاقا من س. عزوز بسفح جبل الڭربوز إلى حدود خانق السعيدية المسمى ب " بين لجراف ". " أرْبيب " أو" الوادي التوأم " لوادي كيس على ضفته اليمنى ينبع من " عين السلوڭي " بالجزائر ويلتقيان على مستوى مَسلَخ مدينة أحفير سابقا غير بعيد عن مركز الجمارك الحدودية. قبل 1962 سنة استقلال الجزائر، كانت مياه وادي كيس تسقي عدة بساتين على الضفة اليسرى حيث تنشط ساكنة الدواوير المجاورة في انتاج مختلف الخضروات والفواكه ليتم تسويقها بأحفير ( مارتمبري دي كيس سابقا ). اليوم، تصب المياه العادمة لمدينة أحفير بوادي كيس فتلوث مياهه لتصبح الأراضي المجاورة للوادي غير صالحة للزراعة. واد أغبال : يقوم بحمل المياه المختلطة بالأتربة لوادي بوحْفِيَر مصحوبة بالتساقطات المطرية وكذا المياه الصافية لعين مُرجية. يسقي وادي أغبال المئات من الهكتارات ابتداء من شهر دجنبر إلى شهر ماي. صبيبه موسمي ، يرتبط ارتباطا وثيقا بالتساقطات المطرية. لا علاقة لعين أغبال بوادي أغبال لأن الأولى لا تغدق عليه بمياهها التي تذهب مع ساقية لسقي بعض الفدادين المجاورة. واد بوتشيشن : يزود المنطقة بمياه وافرة أيام فصل الشتاء لتتقلص تدريجيا شهر فبراير لتصير بقيمة " صابَّة واحدة ( بالدارجة ) une sapée d’eau " عبر مسيل ينطلق من منبع س. علي أُو يونس. بعض الحدائق هنا وهناك تستحوذ على مياهه صيفا. واد سيدي عزوز : مياهه الجارفة الموسمية لا تستفيد منه البساتين المجاورة. يقوم بإيصال المياه الآتية من س. عبدالقادر المريم ليصبها بوادي كيس خلال الفيضانات. واد الحرشة : شأنه شأن السيول الجارفة، يتزود بمياه التساقطات المهمة التي تنزل بمنطقة إشيخين و الحرشة. لا يدوم تدفقه إلا بضع ساعات. يعتبر الحد الفاصل الغربي لتريفة لمنطقة أغبال ويخترق المكان المسمى ب " جراوة ". واد ثامزويغت أو واد العطشان : اسم على مسمى حيث لا توجد به مياه لا صيفا ولا شتاء، تظهر حمولته فجأة خلال الأيام ذات الأمطار الكثيفة ويختفي. يتذكر الأحفيريون جيدا سنة 1944، عشرات اليهود الذين حاولوا قطع هذا الوادي قرب س. أحمد بوغزل بواسطة عربة مجرورة فداهمتهم مياهه وجرفتهم فماتوا كلهم. تجري مياهه على حدود دوار " إِعُمْرِيَن " ليصب بوادي أغبال بس. أحمد الوجدي. واد تيعَرّاسَّن : لا أهمية له ما عدا بعض الفياضانات خلال الأيام الماطرة. وادي بوحفِيَر : خلال التساقطات المهمة في فصل الشتاء، تصب فيه مياه جداول و شعاب منطقة النجاجرة. يعتبر أهم سيل جارف يختلط فيه نوعان من المياه : مياه مختلطة بالأتربة ومياه صافية لعين مُرجية. واد ثامدا إمار : يحمل مياه الجداول وشعاب أعالي جبال الكربوز.
صورة وحديث : معامل " كْرانْ Crin " ترجمة تقريبية(عبدالحق مهداوي) لإحدى فقرات كتاب المرحوم عبدالجبار الغول " Ahfir : Les racines et les ailes " ص 51
بقيت الصناعة الصغيرة مزدهرة إلى غاية سنة 1957 . المعامل الست لمادة " كْرانْ crin " النباتي كانت تستخدم حوالي 200 عامل و تبتاع من ساكنة الجبال نبات الدوم. مخازن التعاونية الفلاحية التي كانت تشغل بضع عشرات من العمال بشكل دائم كانت ممتلئة بالحبوب إلى غاية 1964. هذه الحبوب كانت تباع إما للمطاحن المغربية أو تصدر إلى الخارج.. الصناعة التقليدية كانت تغطي الحياكة ( الأغطية و الجلابيب )، الجلد ( الأحذية )، الفخار ( أواني المطبخ و أوعية الماء )، السلالة ( سلل، قبعات، حصائر... ) من قبل جميع العائلات بالمدينة. عدد كبير من الأحفيريين كان موردهم الوحيد فدادينهم الفلاحية المحاطة بنبتة " البرواق " أو بالصبار الهندي . بعض هذه الحقول الصغيرة كانت بمحاذاة منازلهم ( حي مسعود ) أوعلى ضفتي كيس و أغبال وكانت مغروسة بأشجار الرمان والتين والبرتقال أو بها خضروات وبقوليات. في ظرف ربع قرن، تغيير جذري...المعامل الستة لنبتة كْران crin أغلقت أبوابها الواحدة تلو الأخرى بعد وفاة مالكها اليهودي شقرون. زحف عمران المدينة جعل مساحة بساتين الفواكه والخضروات تتراجع شيئا فشيئا ...الهجرة نحو أوروبا التي كانت في ما مضى توفر شغلا قارا توقفت منذ 1973 لأن الدول الأوروبية لم تعد تقدم تسهيلات فيما يخص عقد العمل... ( انتهت فقرة الكاتب ) ملحوظة : أين أحفير من كل هذه المعامل؟ هل فكرت المجالس البلدية المحلية المتعاقبة في توفير فرص الشغل لشباب المدينة للحد من الهجرة الداخلية والخارجية؟ ما مصير مخزن الحبوب؟ (بالصفحة 130 ذكر أنه فوت لأحد الخواص ودمر عن كامله : " سحق كحشرة خبيثة " يقول الكاتب )